أمي، يا أغلى من عرفت.
منذ زمن طويل وأنا أريد أن أهديك كلمات عطرة.
ولكن تعجز الكلمات كثيرا عن أن تخرج مشاعر صادقة أحملها لك.
فكرت وبحثت، كتبت ومسحت، ولم أصل أبدا لما أريد قوله.
لذا استسمحك أن تقبلي بساطة ما أخط لك من كلمات، لأني لو أردت أن اسطر بعض أحاسيسي سأحتاج حتما إلى مجلدات لن توفيك حقك من الشكر والعرفان.
الشكر على كل ما وهبتني، والعرفان لجميل صنعك.
فقد كنت كل شيء في حياتي، كنت الأم التي ربت فأحسنت.
وكنت الأخت التي عطفت، والصديقة التي تفهمت.
احتويتني بكل حنان، ومنحتني الأمان.
حينما كنت طفلة كنت أراك خائفة علي محاولة حمايتي من كل مكروه، وحتى الآن وأنا أراك مدافعة عني ضد كل ما يمكن أن يجرحني.
أرى لهفتك وجزعك عندما أحزن، وأسمع دعائك لي بالتوفيق والسعادة من قلب محب.
وأحس باهتمامك بكل ما يخصني، وسعادتك لكل ما يفرحني.
ماذا يمكن أن أقول عن أم زرعت القيم في أولادها، غرست الصدق والمحبة.
علمتهم الجرأة في الحق، والشجاعة عند الحاجة، والإنصاف لكل مظلوم.
دربتهم على النجاح بكل عزيمة وإصرار. زرعت الإيمان وخوف الله في قلوبهم.
علمتهم الثقة بالنفس، واحترام الذات والآخرين.
كم كنت كريمة معنا يا أمي.
كم سهرت، وضحيت ، وكم اخذ التفكير منك في حل مشاكلنا.
منحتنا حرية القرار بعد النصيحة.
لم تتدخلي و لم تفرضي سيطرتك.
لم تأخذي ولم تطلبي أو حتى تنتظري منا رد للجميل
فبماذا نجزيك؟
حتى لو حاولنا هل نستطيع أن نرد لك ولو بعض ما قدمته لنا؟
كيف لي أن أكافئك على ما منحتني؟
وأنا لا أملك سوى قلب أحبك بعدد دقاته.
ومشاعر كلها معك ولك.
لا أملك سوى عينان تبصران السعادة بوجودك حولي، لو طلبتيهما ما تأخرت.
وحتى لو استطعت أن أهبك عمري لما وفيت.
ليس بيدي سوى أن أدعو الله لك براحة القلب والسعادة في الدنيا والآخرة.
لا حرمني الله منك، ولا من دعائك لي، وجعل رضاك علي نور لدربي.
إحساس: أنت عندي بالدنيا ومن فيها.
حقيقة: مفتاح سعادتي هو رضاك عني.